يقول بعض الناس - جدلاً - : التقوى ها هنا ، ويُشير إلى صدره
وهذه كلمة حق أُريد بها باطل
وقد سمعتها في جوار بيت الله الحرام
إذا تجادل رجلان : مغربيّ ومشرقيّ
وكان الكلام حول " زينة الرجال " ، وكان المشرقيّ يُـنكر على المغربي أنه " لا شارب ولا لحية " !!
فردّ المغربيّ : التقوى ها هنا ، وأشار إلى صدره .
وهذه – لا شكّ – أنها كلمة حق أُريد بها باطل .
نعم .
النبي صلى الله عليه وسلم قال : (التقوى ها هنا ، وأشار إلى صدره) .
ولكن التقوى لها أثـر على الجوارح إذا استقرّت في القلب .
الإيمان له حقيقة ، وله ثمار ، وحقيقته ما وَقَرَ في القلبِ ، وصدّقه العمل ، وما عدا ذلك فدعاوى لا مستند لها .
قال ابنُ حبان في روضة العقلاء : أولُ شُعبِ العقل لزوم تقوى الله ، فإن مَنْ اصلَحَ جُـوّانِيّه أصلَحَ اللهُ بَرّانيَّـه ، ومن فَسَـدَ جُوّانيّه أفسـد اللهُ بَرّانيّـه .
قال أبو محمد الأندلسي في نونيته :
إن التّـقيَّ لـربِّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه مُتنـزِّهٌ *** عن صـــــــــــوتِ أوتارٍ وسمـعِ أغانِ
وتلاوةُ القرآن من أهل التُّقى*** سيما بحُسن شجا وحُسنِ بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوةً *** مِن صــــــــــــــــــــوت مزمارٍ ونقـرِ مَثَانِ
هذا ما فهمه سلف هذه الأمة .
((( إنك إذا اتقيتَ اجتنبتَ ما حرّمَ اللهُ عليك)))
ليس الإيمان بالتّمني ولا بالتّـحـلِّي ، ولكنه ما وَقَـرَ في القلوب ، وصدقته الأعمال . كما قال الحسن – رحمه الله – .
ويُقال مثل هذا القول بالنسبة للمرأة ، فإن الإيمان إذا وقر في قلبها حملها ذلك على التمسّك بدينها ، ولو طالتها ألسنة السوء ، أو نالها الأذى ، وما خبر سُميّة عنا ببعيد .
ورحم الله عبداً ترك المِراء ، وأقبل على نفسه فأصلحها .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
0 التعليقات:
إرسال تعليق